عندما لمح وانغ شو شخصا في هذا المكان ، إنطلق نحوه بكل سرعة ،

رأى وانغ شو هذا الشخص ، اللذي كان رجلا في منتصف العمر يحمل فأسا كبيرة يحطم بها الصخور. و في ظهره سلة متوسطة الحجم يضع فيها بعض أنواع الحجارة ..

أدار هذا الرجل رأسه ناحية وانغ شو ببطئ و إرهاق كذلك ، و قال بعد أن أشار بأصبعه شمالا :

" إذا كنت تبحث عن التجمع ، فهو هناك ! "

لم يفهم وانغ شو ما يعنيه هذا الرجل ، أدار رأسه للشمال ، كان يرى بعينه اليمنى صورا غير واضحة و بعيدة لبعض البنايات. الغريبة .

قال وانغ شو في نفسه :

" مستعمرة ؟! ...أفترض أن هناك الكثير من الناس ...ربما أحدهم يعرف المخرج !! "

تجاهل وانغ شو هذا الرجل أمامه ، و حتى هذا الرجل فعل المثل تماما ، لقد ركز على تنقيبه في هذه الصخور بكل طاقته .

إنطلق وانغ شو نحو تلك البناية بيطئ ، لقد كان جائعا و عطشا فهو لم يأكل شيئ منذ أن خرج من المزاد في عالم الفنون القتالية .

بعد دقائق ، كان وانغ شو كلما يدير رأسه لليمين يجد مخلوقات من نوع ما تقوم بالاعمال الشاقة ، و يدير رأسه لليسار .... فيجد نفس الشيء .

إتجه لاحد العمال هناك و سأل :

" أنت ! ، هل تعرف من هو المسؤول هنا "

كان هذا الرجل الأصلع اللذي سأله وانغ شو منغمسا في عمله ، بمجرد أن سمع كلام وانغ شو أطلق إبتسامة واسعة مسطنعة ، وقال :

" تريد العمل ؟ ....من هنا أي الاخ ، الملك شخص طيب و بالتاكيد سيجد لك عملا ! "

أومأ وانغ شو برأسه ، و كان يقول في نفسه :

" هذا الأصلع .... إنه يريد تقديمي للعمل مقابل أن يزيدو أجرته أو يرفعو مرتبته ، أفترض أنه ناذرا ما يظهر أي شخص إلى هنا "

قاد هذا الرجل الأصلع وانغ شو عبر بعض الممرات في هذه الحجارة الحمراء ، حتى وصلوا إلى صخرة كبيرة جدا منحوثة من الخارج و الداخل لتشكل مكانا للعيش ،

حدق وانغ شو باهتمام ، و كان يتسائل عن هوية ملك هذا المكان ،

تقدم الرجل قليلا و قال لوانغ شو أن يتبعه .

مشى الإثنين ناحية باب البناية ، وقف الرجل و خلفه وانغ شو .

وقف هذا الرجل الأصلع أمام الحارسان ، و اللذان كانا وحوش أورك قوية ، إنحنى وقال بتملق :

" أيها الحراس ، أنا أريد تقديم هذا الشاب الجديد إلى العمل ، هل تأدنان لي بالدخول ؟ "

حدقت هذه الأورك الحارسة في وانغ شو ، ما رأوه هو مجرد شاب أعور هزيل منهك بكثرة الجوع ، ببساطة هو لا يشكل أدنى خطر .

" يمكنكم الدخول "

رد الرجل الاصلع بفرح :

" ها ؟ ..شكرا شكرا ..سيدي الأورك ! "

أمسك هذا الرجل بدراع وانغ شو و سحبه بسرعة للداخل وقال :

" في هذا المكان كل ما عليك فعله هو العمل .. و العمل و العمل ...فقط إذا فعلت هذا فستضمن قوت يومك ...لا تحتاج إستخدام عواطفك هنا ، إذا أشفقت عن أي شخص أو ساعدته فستقع في المشاكل فقط .."

إستمع وانغ شو لكلام هذا الرجل باهتمام ، هذا الرجل ليس بامبراطور أو حاكم ، أو حتى شخص قوي ، لكنه مع ذلك شخص قضى الكثير من الوقت في الجحيم ، إنه شخص يستحق أن يسمع وانغ شو كلامه .

وصل وانغ شو و هذا الرجل إلى باب مغطى بستارة .

إبتسم الرجل الأصلع إبتسامة مرتعدة وقال :

" لقد وصلنا "

دخل الرجل من الباب و تبعه وانغ شو ،

ركع الرجل على الأرض و قال :

" أيها الملك الحكيم , لقد أتيت بشخص جديد يريد العمل "

أدار وانغ شو رأسه هنا و هناك ، لقد كان في يمينه طاولة خشبية طويلة تجلس فيها ألاف القرود تأكل اللحم الموجود في الاطباق حولها ، و نفس الشيئ كان في اليسار .

" شخص جديد ؟ ...ممتاز ، أدخل غرفة الأدوات و أحضر له فأسا تناسب حجمه ، و كذلك أعطه بعض الطعام ليحصل على بعض الطاقة "

رفع وانغ شو نظره لأعلى لينضر لهذا الملك المزعوم ، اللذي كان يجلس في عرش كبير و حوله طاولة مخصصة له يأكل فيها ما لذ و طاب ،

حدق وانغ شو في هذا الشخص لثواني ، وقال بتعجب :

"؛القرد وو كونغ ؟! "

سمع وو كونغ ما قاله وانغ شو ، و قال باهتمام :

" أووه ؟! ... هل كنت تعرفني في عالم الأحياء ؟ "

رد وانغ شو :

" نعم "

قال الملك القرد بسخرية :

" همم ، لا أتدكرك ... فلتذكرني بنفسك ! "

صمت وانغ شو لثواني ، ثم إبتسم ببرود وقال :

" ربما أنا في حالة يرثى لها ، و كذلك أصبحت أعورا ، و شعري أطول مما كان عليه ....لكن أيها القرد الوقح !!! . كيف لا تتعرف على قاتلك ؟؟؟؟ "

لم يتكلم الملك القرد أبدا من كثرة تفاجأه ، لكن يبدو و كأنه أدرك أخيرا من هو هذا الأعور أمامه .

" ق-قاتلي ؟ ...أنت . أنت .."

بدا الرجل الاصلع اللذي دخل مع وانغ شو يرتعب و يترعد و هو يقول لوانغ شو بصوت خافث :

" ليس هكذا !! ..ستسحب نفسك للموت ، فلتتراجع عما قلته !! "

إنطلقت أصوات القرود من كلا اليمين و اليسار :

" قاتلنا ؟ "

" دو العينان الحمراوتين ؟ "

" إنه هو ، إنه هو "

سكت الملك القرد و لم يتحدث لثواني ، لكنه لم يكن مرعوبا أو خائفا بقدر ما كان متفاجأ ، ثم قال :

" الطاوي وانغ شو ، صحيح ؟؟ ....كيف إنتهى بك الأمر في هذه الحالة المثيرة لالشفقة ؟ "

رد وانغ شو بصوت حاد :

" حالتي ليست مثيرة للشفقة بقدرك أيها القرد "

إبتسم الملك القرد بخفة و رد :

" بالرغم من أنني و شعبي في الجحيم ، إلا أننا نسيطر على هذه المناطق ، نأخد ما نشاء ، و نقتل من نشاء ، ببساطة ، إنها حياة الترف "

رد وانغ بلامبالات :

"لم أسأل عن حالك أو شعبك ، جئت هنا لأحصل عن أي معلومات حول هذا الجحيم "

رد الملك القرد :

" و لما تريد هته المعلومات ؟. "

رد وانغ شو :

" أوليس واضحا ؟ ، سأخرج من هنا ! "

صمت الملك القرد لثانية ، و بعدها إنفجار ضاحكا :

" هاهاهاها ، بغض النضر عن أنه من المستحيل الخروج من هنا ، فلماذا أنا و شعبي نترك هذه الحياة الرائعة اللتي نعيشها و نتبعك ؟! "

كشفت شفاه وانغ شو المرهقة عن إبتسامة سخرية ، وقال :

"حياة ترف ؟ . حياة رائعة ؟ ، كفاك خداعا لنفسك و لشعبك ، أنت في الجحيم ، حيث لا ماء ، و لا طعام ، لا منازل ، تريد أن توهم نفسك أنك تعيش في ترف ؟ ، أنت و شعبك تأكلون لحوم المخلوقات الاخرى اللتي ترفض العمل معكم على أساس أنها أجود اللحوم ، و تشربون الدماء على أساس أنها نبيذ خالد ، كفاك خداعا ، أنت تفعل هذا لأنك تخاف أن تفشل في الهروب من هنا ، هاهاهاها و لهذا قلت أن حالك مثيرة للشفقة أكثر مني "

أضهر وجه الملك القرد ملامح حزن شديد ، إنه يعرف أن وانغ شو محق في كل كلمة قالها ، لكن كيف له أن يتجاهل هذا ؟ ، لقد وجد أخيرا سبيلا للخروج من هذا الجحيم ، إذا تعاون مع وانغ شو. ،بربما يجد طريقة ما ،

قال الملك القرد بنبرة مغرورة :

" أنا الملك القرد من كهوف تياندو ، لقبي هو الملك القرد المساوي للسماء ، كيف أخاف من شيء كهذا ؟ . أيها الطاوي وانغ ، أنا معك ! "

إبتسم وانغ شو إبتسامة نصر خفيفة ، وقال بمقصد خفي :

" هممم ، عملية الهروب من الجحيم ..أفترض أن لا أحد نجح في هذا من قبل ، .... ببساطة ، إنها عملية صعبة لم ينجح فيها الاقوياء و الأباطرة .. تفهم قصدي ، صحيح ؟! "

فهم الملك القرد ما قصده وانغ شو ، أدار رأسه ببطء القرود الأخرى وقال ببرود :

" أسف يا صغاري ! "

قفز الملك القرد من مقعده و أمسك عمودا ضخما مصنوعا بالحجارة الحمراء ، و ذلك بما أن عصاه الحقيقية مع وانغ شو حاليا .

نزل الملك القرد على الأرض و هو يحمل ذلك العمود ، رفعه لأعلى و أنزله لتلك الطاولة الخشبية اللتي يجلس فيها قروده ،

ضرب !!

ضرب !!

صراخ !!

بووم !!

خلال ثواني ، كان كل القرود من حوله تحولو لقطع صغيرة ،

نضر لوانغ شو وقال :

" جيد الآن ؟ "

إبتسم وانغ شو المرهق إبتسامة خفيفة ، و قال :

" جيد .. "

~~•~••~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~••~~~•~~

رمضان كريم 🌛

•••

إذا لاحضت أي خطأ في الفصل فيرجى إخباري في التعليقات لأصححه 🌹

•••

أعطوني رأيكم في الفصل ✨

•••

و شكرا 🤍

2022/04/06 · 324 مشاهدة · 1415 كلمة
وانغ شو
نادي الروايات - 2024